لن أستغرب إن تحدثت لي عن بحثك لشراء منتج معين لتجده بالصدفة أمامك في إعلان منبثق من بين ثنايا منشورات أصدقائك على الفيسبوك، الصدفة ثم الصدفة حتى توضحت لك الأمور أخيرا، "فيسبوك تتعقبني وتحلل بيانات تصفحي" إنها العبارة التي يدركها أغلبنا حول فيسبوك، ولكيلا نجحفه حقه، فأغلبية الشبكات والمنصات التواصلية الأخرى تتبع نفس السياسة.
ليس من الغريب أن أهم مصادر فيسبوك هي بيع بيانات المستخدمين لأطراف ثالثة أو لنقل للمعلنين قصد استهداف الفئات المناسبة للإعلان، ناهيك عن بيع البيانات الحساسة قصد أهداف أخرى، الشيء الذي يضرب عرض الحائط خصوصية المستخدم، لكن أن تتعقبك خارج حلقات العالم الرقمي لهو الأمر الغريب حقا.
في تقرير جديد نشره الموقع المتخصص ProPublica كشف أمرا جديدا لم يتوقعه أغلب المستخدمين، وهو شراكة مع ست شركات كبرى في جمع وتحليل البيانات ( Acxiom، Epsilon، Experian، Oracle Data Cloud، TransUnion و WPP ) تستطيع تزويد فيسبوك بمعلومات كالعادات الشرائية للمستخدم، نسبة قابلية الاستثمار من 1 دولار إلى 25 ألف دولار للفرد، تحديد أفراد الأسرة الذين يتراوح دخلهم ما بين 100 و 125 ألف دولار، وعموما فالتقرير يشير وبشكل واضح أن فيسبوك تحاول الإحاطة بعادات حياتك اليومية الاقتصادية خارج حائطها الأزرق.
وفي رد لفيسبوك، أشارت أنها غير ملزمة بإعلام المستخدم عن حيثيات حصولها على بيانات من أطراف ثالثة لأنهم هم من يتعقبون المستخدم وليست هي، كما أضافت أنها ليست الوحيدة التي تشتري بيانات من خدمات كهذه لزيادة معرفتها بتفاصيل حياة مستخدميها.
ختاما، فيسبوك لا تتوان عن جمع بيانات المستخدمين وإعادة بيعها لأطراف ثالثة، بل تتجاوزها لشراء بيانات من خدمات أخرى لتطوير خوارزمياتها في معرفة تفاصيل أكثر حول حياة مستخدميها الخاصة داخل موقعها أو على الأنترنت أو العامة خارج العالم الرقمي. فلا تنسب للصدفة مرة أخرى اختيار فيسبوك لأصدقاء مقترحين على حائطك قد التقيت بهم في مكان عام بعيدا عن شاشة حاسوبك، ولا حين ظهور منتج من شركة قد اشتريت منها في الواقع منتج معين على حائطك، لا تستغرب يا صديقي فكلنا طريدة في هذا العالم الرقمي.